الثقافةشعر فصحى

أمينة الزعري

كان

أعرف أني لا أجيد رسم الكلمات
وأن اللغة منعتني من الإنتماء يوما
ويَتَّمَت الليل من الحلم
والهوية بقي منها شبرٌ واحد
بدّدَهُ صديقي حينما اعتذر عن الحياة.
:
لم يمت صديقي، هو نائم فقط
من فمهِ تقفز عصافير صغيرة
وبيده قلمٌ قصير يُناهزُ السبعين من المعرفة
أنا الجزء الصغير أيها الشمول
لماذا استسلمت للنوم الطويل؟
:
بحق تلك الكتب التي امتصت رطوبة وحدتِكَ
بحق ” نيغريتا” قطتكَ المكفوفة وكلبكَ الذي لا ينبح
بحق قهوتكَ الخفيفة وعينيك الزرقاوين
بحق هدية الحذاء الجلدي الأول، وكعكة الميلاد
بحق فرقتك الموسيقية المنحوتة من حديد، وأصابعك التي تحسست دوما أوثار الجيتارة
لماذا علمتني أن الخيول تنام على ثلات ولا تسقط، فسقطتَ أنت؟
:
لي رغبة واحدة فقط يا صديقي
أن أعرف على أي صورة أغمضتَ عينيكَ ؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق