في قلبي رجل يجرّ الفرات
و شجرة زيتون يابسة
جسدي كالحطب الغارق
يوقد بالبلل احتراقي
زخات أنفاسه و أنفاسي
شقائق النعمان في حداد
تنمو كحزن القمر
و الأقحوان في قناديل الصخر
جوفي بارد يدثـًر الليل
يعانق صراخ ليلى الطويل
و الحب يمشط صوت الضرير …
في قلبي رجل يشبه الحرب
عطره غبار المباني
جفنه كحل الرصيف
طعمه الملح
صدره قصيد مذبوح
شاعر ينوح تحت الضباب
يدق وجه الحب فوق الأشلاء
ينسج المرايا
الفجر بعيد مضيء بالنار
و حضني سجاد أخضر
في قلبي رجل يجيد النحيب
يجيد العناق الأخير
ينتصب بالرغبة
بالحرمان كطفل يتيم
يلعق هلاكي يضمد الجوع
يوثق خصري بأصابع من حديد
يلاعب الزناد يصوّب المطر
متعب من الغرق
متعبة أنا من الرحيل
يعانق ثغر موتي
يعلمني قتلي
يقطف التوت العاري من فوق صدري
يخترقني كالرصاص
كالشراب
كالموسيقى القديمة
رجل
سرق الغروب و قبض الشمس
أطلق البلابل من وريده
فرفرفت وسائدي بالريش
تناثرت بالحنين الحزين
قلمي سجين عاشق
و رسائلي جريحة
في قلبي ألف وجه شريد
و باقة ورد من جليد
و ضريح شهيد
و قبلة ثقيلة
من أواخر ديسمبر
