الثقافةشعر فصحى

حواء فاعور

أحببت الشعر حتى صار عدوي ..
يتجمع في ويسري تحت جلدي كسلالة مهجنة من النمل ..
بكل كلمة أنبش قبرا ..
قبر لامرأة طالما تجاهلت ماهيتها ..
واشحت عنها دمي ..
حتى تجمع كله في رحم نازف ..

أتمنى ان اكون غيمة ..
تعبر بلطف وسرعة ..
دون نصف زخة حتى ..
لأمضي دون ان يشاهدني أحد ..
واكتب مائي بشكل لا معقول وفوضوي وغاضب ..
غير مقيدة بجنس ولا أعضاء ..
الشعر يفسد كل أمنياتي ..
ويردني بكل رهافته المجنونة الى متعة الألم اللامفهوم ..
واللامبرر ايضا..
في دائرة الخطيئة اللذيذة
لأخسر المعركة ضد الشهوة ..
واستسلم لاستحالة فكرة النقاء او معناها ..
لاستحالة الفردانية المهيبة ..
ويوقعني في صلاية التحمل ..
تحمل ان يشاركني احد ما ايا كان ..
اريكتي حتى ..

الشعر وحده يعلم ..
كم العذاب الكامن في تحويل وجوب الحقد لبلادة او حب ..
هذا ليس سهلا ..ايتها الخطيئة المقترنة باللذة ..

لا تقتليني ..ايتها الجرع التي لا يضبطها تطرفي ..

كن صديقي ..أيها الشعر
واسمح لي ان اكتب ..
لرجل أحببته حقا ،اشتهيك ..
لأمرر لساني المرتعش على عنقه ..
ثم اعضه بشر محبب ..
واكتب ما اطيبك !
لأبني من رائحته هالة واسعة ..
اجمع فيها خيباتي الطويلة .
ثم افقؤها ..
براس حاد لكلمة ..

كم اتمنى ان اكون سماء ..
يطالعني البشر لدقيقة ..
ثم
يذهبون وقد اخفوا امنياتهم في حلقي ..
يفسد الشعر امنيتي كما العادة ..
ويردني الى الشهوة ..
شهوة تحول الدم في الرحم الى ماء ..
شهوة الصراخ ..
واللذة ..
شهوة ان احبك مع الشعر دون ان يكون احدكما او كلاكما ..
عدوي
#حواءفاعور

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق