شعر فصحى

مها دعاس

هناك
كانت النساء يخضبن شعرهن بتراب الأرض
يغتسلن بماء البابونج و يتعطرن بالحبق والريحان
بعد أن يملأن سلال النهار بالضوء ،يزركشن الليل بقمح ضحكاتهن

في المدينة التي تزاوجت فيها الصحراء مع الإله
فأنجبتا مدينة الشمس

كانوا يكدسون الرؤوس في الشوارع الرئيسية للمدينة
التي تتكىء على خرابها الذي تفوح منه
رائحة الدم التي تثقب الأكباد

فشلت كل محاولات النخيل المسالم بمقاومة أفاعي الظلام
التي تتكاثر خلف سواتر الليل وتشطر المدينة
إلى أشلاء و تحولها إلى غبار

كانت الجثث في كل زاوية
يحوم حولها الذئاب و الكارثة التي فرشت جناحيها
لتغطي السماء برايات سوداء تغلغلت بسرعة الضوء
نحو كل تفاصيل الحياة التي تشير بحزم
إلى الأبواب المغلقة ،المفتوحة على الفاجعة

كانوا يهللون ويكبرون ،يرجمون ،
يوزعون صكوك التوبة
كانت السماء تستغيث
و الرب يصيح
“كفرة”، “كفرة”…
…..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق