شعر فصحى
نزهة تمار
ترهلّ العجوز والصّوت مُغترب
نزهة تمار
ستبقى تُردّد أغنيتك المقهورة أيّها العجوز ،
تقمع الإبرة في ثوبك العتيق
تدوس على حِذائك المهترئ
حين لا تُلق التّحيّة ولا تدقّ عصاك الشارع ..
ستجعل الشمس لا تضحك لعينيك
القهوة الشقيّة سترْتجف بعمق في صباح أصابعك
والزغرودة الممتدة بلا نهاية ستطلق عنانها للهواء
فتقول سنستريح حين يكبر الشتاء !..
أشجار تفاح تنمو ببطء
أوراق خضراء تقيس أنفاس نفسها
تسمع صرير أيادي قادمة صوْب المروج ..
ربما العجوز نائم
أو ربما غير نائم
كلّهم يقاومون الغرق
تجرفهم عاصفة زمن نحو دقّات أجراس
صهيل أحصنة
ولون اُكترثَت عن مساحته شموع ..
اضحى العجوز يخجل من المفتاح لدخوله بداية أخرى
يخجل أن يتيه نهر عن مسكنه
يخجل من حزن اُستعمر حواس حنجرته
يخجل من عصفورة عاشقة لصوتها
تهمس للصباح وتغزل لقلب الليل غطاء وردي كي لا ينسلخ عن شروق فانوسه ..
كم يخجل كم يخجل العجوز من خُطواتنا
من فكرنا !
التي تبرأت منهما الحياة ورحلت
يخجل من العيش والملح ورُفقة العمر التي اُقتحمها الغدر
يخجل من نافذة نُطلُّ منها ونقصف اُمتداد سنابل من صيف أحلامنا ..
يا الله .. يا الله ،
من ذاكرة زمن ، اُستوطن العجوز التعب
اُستوطنه التعب من شكل شارعنا الطويل الضيق
اُستوطنه التعب من لائحة هويتنا الممزقة
ترهّل العجوز والصّوت مُغترب ..