شعر فصحى
إيمان عبد العزيز. مصر
لوثة الشعر …. حياة
منذ الأمس
وكلّٰ شيءٍ يبدو طبيعياً
المارة – كعادتهم – غائبون عن وعي السعادة
صائمون عن الحياة
والشوارع مستعدة – كـكل يوم –
للتنازل عن خطانا
مقابل التطبيع مع الأسفلت
كل شيء يبدو طبيعياً إلا كل شيء
كل الجوامد تقرض الشعر
في الصيدلية
ألقت علب الدواء قصيدةً
لتُخرِجٓ مريضاً مسناً من الكآبة
تندّروا على التحكيم الفاشل لمباراة كرة القدم ،
والانزلاق الغضروفي الذي أصاب ظهر النيل
عندما تعثّر في ” بسين ” باخرة عائمة..
أتاني السوق
يخبرني أن الخضراوات ترتجل سجالا أديياً
عن حماقة باذنجانةٍ ؛
تجاهلتها أصابع سيدةٍ أرستقراطية
لتحتضن ” الماشروم”
فأشعلت قصائد الهجاء في ثوبها “السينييه”…
في طريقي للمنزل تعثرت بألف قصيدة
عمود الإنارة الذي انتقم منه عامل الكهرباء
تاركا النور ينهش فيه حتى الظهيرة
يقول :أطفئيني
النار التي أرغمها بعض العشوائين على اغتصاب القمامة
تقول :أغيثيني
الكراسة التي ألقاها طالب أنهى امتحانته
دون أن يرى اعترافا كتبته له صديقته الصغيرة
تقول :أرسليني
حتى مبرد الماء ” الكولدير ”
واقفٌ في عرض الطريق
يرثي صاحبه
يجمع له الصدقات
بينما أرملته مشغولة
بالبحث عن عريس ” كسر الزيرو”
بثمنٍ مناسب
قالوا : بالأمس شاعرٌ قد مات
لو يدركون
أنه لم يمتْ
فقط تعافى من خذلان البشر
فأورقت أبجديتهُ في كل ذي روحٍ تعاني
قصيدةً جديدة ..