شعر فصحى
رضا احمد
ليلة أمس أحصيت خطوات كانت تلزمني
لأهرب من البيت
وكذلك التي عليّ محوها لأعود إليه،
دون مراقبة مساري النهائي
توقفت عن العد
لسرد حكايات من قابلوني في طريقي،
كنت أدون أخطائي
وأطمئن نفسي أنه لا خطر سيدوم؛
تحتي أرض مرصوفة بالحصى والرماد والنسيان.
بمزيد من الاعتياد
بدأت صنع وجبات رديئة تعينني على قضاء الوحدة،
التفكير في تغيير وظيفة بعض أعضائي
-تلك التي تجعلني أنتشي حين أسحقك بين ساقي-
مع التقليل من جرعات الندم
ومقاومة مخالب الاكتئاب السريري بالرقص والتسوق،
لا فرصة لدى أبي الآن في العدول عن قتلي
ومعاودة الصياح فيّ لأستيقظ مجددا،
أمي ترى أنني مجنونة
وهذا ليس استثنائيا ولا آمنا أيضا!
ماذا لو لم أفكر بك كبربري وحيد في الصحراء،
وأصنع لك منامة زرقاء داخل رأسي
تذكرك بتلك الشعلة البرتقالية التي أنجبتك؟
ماذا كان سيحدث لو لم أدع قلبي يتوقف،
ينتظرك حتى تدخل
ويغلق بابه خلفك للأبد،
أقول: ليس عليك التخلي عني اليوم،
بالتأكيد عشت في أماكن أكثر خطرا
أهرب من النافذة متى تريد،
أنفث سجائرك في شراييني،
علق بطاقة هويتك أثناء المرور في ذاكرتي
ولا تقلق
ستنمو مخاوفي من جديد
وستكون أشباحك بخير.
حين نظرت خلفي
رأيت أنني أتدحرج ببطء نحو النهاية؛
يداي مقيدتان
والقصة أكثر من حقيقية
لأفلت قدمي منها
وأصرخ،
قدرتي على الكذب تقاسمني المبيت في كابوس
لا أستطيع سلبك رغبتك في أصطيادي
وبقائي في جرابك المظلم
الذي أتخبط فيه
أو التطلع إلى دور الأرنب الساذج
في قبعتك الممتلئة بالنساء.