أحاديثُكَ الخفيفة،
والّتي تتطايرُ مع رائحةِ الهال على باب الفجرْ.
صباحُ الخير خاصتكْ،
الباردة كأوّلِّ كانون
سريركُ البليدْ ومكانكَ الشّاغر بالهباء
صوتكَ الذي لمْ تعد تتّسع له زوايا البيت
إنّها ملأى بالصدى
تفاصيلكَ اليوميّة تقتلني أيّها الأحمق .
الفساتين الملّونة فرغت من ربيعٍ كان يسكُنها ،
تساقط زهرهُ ،
وجفّت عروقه عَطشَاً.
هكذا أفعلُ منذ غيابك الثامن ،
أستيقظُ قبل الصّبح بشفقين
أغسل وجهي بضباب سجائرك المعبّق بالهواء حولي،
لأرى ملامحَ المخيّلة ،
وأعيدَ الماضي بك.
أضعُ “الكونسيلر” حولَ عينيّ ،
أُغطّي به ليلاً بأكمله .
أُكثرُ من الكُحل،
كي أضيّق أحداقه المنفرجة بالأرق.
أُغطّي شقًوق شفتيّ بالأحمر النّاريّ ،
و الذي لاتحبه -كنوع من الشهوة- أفعل ماتتقصّده كلّ امرأة تمارس الحب وترضخ،
وأشتمك.. أشتمكَ بحجم افتعالاتي .
حبوبَ الإسبرين ،
المهدّئات ،
وحبلُ الفيتامينات المزروع بيدي .. !!
لم تعدْ تنفع جسدي العتيق .
كان بإمكانِ الطبيب أن لا يرهِقَني أكثر بها ،
و أنّ يتفهّم بأنّ الإكتئاب ليسَ بالضرورة أن يصيبَ النساء اللّواتي أنجبن ،
أو التي توقّفت عادتها الشّهرية،
وبلغت سن الأربعين.
أو الشّاهدةُ على خيانة العمر لرغباتها.
بل الحرب .