تحية طيبة
ما قلته للموت
أيها الرجل الصامت
يا رعشة البرد
في أي نشوة تأتي؟
ولما وجهك
أسود هكذا ؟
في تلك الديار الممزقة
تشدو وتشدو
حتى يسجد الزعتر البري والزيتون لتراتيلك
أيها البلبل
إن كنت تغرد
فهذه حروف اسمي
اتركها لي
اتركها تلتحم
لتصبح أنشودة
ترددها طيور العالم
وأصغِ
وليطب لك السمع
في هذه الليلة المتوهجة المشتعلة
بخمر الصيف
تأتي
وتهمس بأذني
كاد حنيني إليك يضنيني
لن يحلو السهر إلا معك
ولن يطيب لي إلا شكلُ عطرك
كنت أرتعش في ظلم كلماتك
نبضات قلبي تلمم حقائبها لترحل
على صوتك الجبلي
وشفاهي تهمس
لحن عشق لم أعرفه من قبل
أسال
ما الذي يربكني في حضرتك
هل هو لونك
ال بلا لون ؟
أم مواعيدك الغريبة هذه ؟
وهل الصدفة رتبت لخطواتي موعدها مع يديك؟
أم حجر الرخام الذي ينتظر اسماً
ينقش على رأسه
ولم تمسح دموعي وأنت من أنزلها؟
قلبي
يدق بسرعة
يعارك ما تبقى من الآهات
ضمني إلى صدرك
عانقني كجنون عاشق
وامضِ بي إلي حيث
لا نفترق
أيها الموت
فأنا أعلم
أنك كما الجنود
لن تعود من حروبك
فارغ اليدين
للشاعرة ::- هديل نوفل