الثقافةفعاليات ثقافية

محمد صوالحة -لودي شمس الدين

حوار

حاورها : محمد صوالحة

ضيفتنا شاعرة لبنانية بعمر الورد استطاعت أن تثبت وجودها بالساحة الثقافية والادبية اللبنانية رغم صغر سنها … حين تقرأ قصائدها تشعر انك أمام لوحة فنية جميلة زركشتها الالوان وعطرتها الأحاسيس وصدق العاطفة . أصدرت ديوان ( ساكن الكلمات )
لها قاموسها الخاص وصورها الفنية الخاصة بها .
وانت تقرأ لها تحس بصدقها … بصدق عاطفتها وتدفق مشاعرها .
حين تقرأ لها تأخذك بكلماتها الى حيث الخيال المحلق وتجبرك على تأمل كلماتها
الشاعرة والمثقفة اللبنانية لودي شمس الدين هي ابنة الجنوب … ابنة البطولة والمقاومة والصمود ابنة الأرض الخصبة المعطاءة اخت البحر …والتاريخ والحضارة … لنبقى مع الشاعرة لودي شمس الدين

** هل يمكن للقارئ أن يتعرف على هوية الأديبة لودي شمس الدين ؟

– إنني شاعرة جنوبية لبنانية الهوية عروبية الإنتماء وهذا فخر بجذوري وفي قلبي محبَّة لكل أبناء وطني وأبناء الوطن العربي

** : هل يمكن أن نتعرف على علاقة ضيفتنا مع الكتاب؟وماذا تقرائين ؟

– بالطبع لدي بعض العلاقات الجيدة والجميلة مع بعض الكتاب ،أقرأ للدكتور والشاعر الكبير محمد علي شمس الدين،بابلو نيرودا،خايمي سابينس،سيلفيا بلاث، آرثو رامبو،فيديريكو لوركا،بول إيلوار،الأخطل الصغير…

** المتابع لكتابات الأديبة الشابة يلاحظ تمتعها بموهبة عالية بالرسم بالكلمات ، وهنا السؤال سيكون مباشر كيف تتعاملين مع القصيدة ، وكيف تصطادين الصورة الفنية الخاصة بك ؟

– حقيقة أتعامل مع القصيدة كأنها طفلتي أي أحبها قبل ولادتها،أثناء ولادتها وبعد ولادتها أضمها بقوة لقلبي،إضافة إلى أن مرايا قصائدي هي من الطبيعة فصوري الفنية أكثرها مستوحاة منها .

** وأيضاً المتابع لكتابات لودي يلاحظ ان محور كتاباتها في غلب النصوص وعلى الأقل ما اسعفني الحظ بقرائته ثابت ، وهو الأم فماذا تعني لك الأم ، وكيف تتعاملين معها وماذا يعني ابتعادك عنها ؟

.- الأم هي آية من الحنان وسورة أولى للأمان،

الأم هي المحبوبة،الصديقة،الرسولة،الفراشة الذهبية وصورة قدسية عن جمال الله وكرمه.

وبشكل خاص أمي هي حبيبتي ورفيقتي،

كان ولا زال جلدها الياسميني فستاني الأجمل،

وعينيها الخضروان مدادي الأعذب وأصابعها الدافئة أقراصا من الشمس بين كفي…

كل تفصيل من تفاصيل أمي يلهمني لكتابة آلاف القصائد لها.

حتما كلامي عن الأم لا ينتهي،لا أتمكن من أن أصف ربَّة قلبي ووالدة عمري.

** أتحدث السماء والبحر بذات اللون ،فماذا يعني لك البحر وبماذا يوحي لك؟

البحر محبوبي وصديقي ،ألجأ إليه وأجالسه دائما

أحب تفاصيله كزبده،صوت موجه،ومحاره…

بإمكاني أن أجلُس لساعات عديدة و أنا أتأمله بكل حالاته،فمثلا كيف تنزل الشمس كطفلةٍ من السماء لتستحم بمائه وكيف يحاول بأن يقبض على القمر بأطراف أصابعه.

وحقيقة كتبت العديد من القصائد وأنا برفقته ويوحي لي بجمال الخالق وإبداعه في نحته كلوحة فنية للطبيعة

** بيروت … المدينة التي زنارها البحر … وتحرسها الجبال، كيف تنظرين اليها ؟

– بيروت هي كعبة الله الخضراء،نعناعة الحرية،وفيروزة الهوى وأرزة السماء الخجولة.

وهي كالآلهة يُصلَّى لكل وردة فيها،

لِكُلِّ طير،لِكُلِّ فراشة،وكُلِّ سنبلةٍ..

** من خلال متابعة الأديبة لودي يلاحظ القارئ انك مطالعة للأدب الغربي فما مدى تأثرك به؟وفي الأدب العربي لمن تقرأ الاديبة المبدعة ؟

– نعم،أطالع بشكل مكثف الأدب الغربي،لأنه له لونه الخاص وجماله الخاص فمثلا هناك العديد من الشعراء الغربيين يدهشوني بصورهم الفنية للقصيدة وحتى بالبناء المميز والمتفرد لها

فعلاً،أشعر برقصات الفراشات ورعشات الورد وارتباك الغيم داخل قصائدهم

بالطبع أقرأ في الأدب العربي للشاعر الكبير محمد علي شمس الدين،أنسي الحاج،نزار قباني،سميح القاسم،محمود درويش…

** يلاحظ ايضا ارتباطك بالالوان الازرق والابيض والأخضر وتناغم في الكلمات فما علاقة لودي بالفن التشكيلي وما علاقتها بالموسيقى لماذا تركز لودي على المحيط حيث تبدأ منه ثم تعود للمحور لتظهر فكرة النص او محوره من خلال محيطه؟

– حقيقة أحب أن أُمهَّد صورة فنية صغيرة للموضوع الأساسي للقصيدة وكما ذكرت أحب أن أصبغ قصائدي بالألوان أعتبر الكلمات بحاجة للألوان التي تشير للحياة والأمل كالأزرق لون السماء والبحر،والأخضر الذي هو رداء الطبيعة .

** انت التحقت بموقع التواصل الاجتماعي منذ منتصف العام 2016 وكان نشرك قليلا وفي العام 2016 لم تنشري اي من نصوصك … وفي اواخر العام 2017 بدأت بنشر نصوصك على هذا الموقع وبدأ القاري بالتعرف لكتابات التي كانت قصيرة جدا . وفي العام 2018 بدأت نشر قصائدك النثرية وبشكل مستمر. لماذا هذا الفاصل الزمني بين البداية في التعامل مع موقع التواصل الاجتماعي وبين نشر نصوصك الابداعية … وماذا قدم لك هذا الموقع وماذا يعني لك القارئ؟.

– حقيقة في عام 2016 لم أعطِ اهتمام كبير لمواقع التواصل الإجتماعي ولم أنشر حتى الى بشكل قليل واكتشفت موهبتي الشعرية الشاعر الكبير محمد علي شمس الدين ولكن كنت أكتب من عمر الرابعة عشر

وفي عام 2017 بدأت بالنشر مقاطع قصيرة من القصائد هذا ما فضلته طبعاً أما في عام 2018 بدأت نشر قصائدي بشكل مستمر بعد إصداري لديواني الأول “ساكن الكلمات”.

ولقد عرفني هذا الموقع على العديد من الشعراء المبدعين وعرف القارئ والشعراء علي

والقارئ يعني لي جدا،تهمني قراءته العميقة والقيمة لقصائدي،فسعادتي بالقصيدة جزء كبير منها تكون من سعادة وحب القارئ للقصيدة.

**:كتبت الشاعرة لودي في الحب وكانت لديها الجرأة الكافية التي تغيب عن كثير من الكتاب والكاتبات ،فماذا يعني لك الحب ؟

– الحب هو الحياة لا يمكن أن نحيا بدون الحب،والموت والذوبان المطلق بالمحبوب هو الحياة،

والحب كما الشعر لصيق بلحمي وجلدي،فكيف أفصل ذاتي عني؟

**هل كل ما يكتبه الكاتب يعني شخصه ام انه قد يكتب بكل المواضيع والافكار دون أن تعنيه .

– بالطبع ،نحن نكتب ما نعيش وما نحس

الشعر هو ما نعيشه يوميا سواء على الصعيد العام أو على الصعيد الشخصي.

**عند الاطلاع على متصفحك في موقع التواصل الاجتماعي نجد النص الاول المكتوب هو نصيحة مهمة ليت الجميع يعيها وكانت تتعلق بالام الحسين وانه لا يعني الشيعة او السنة وانما يعني الجميع لانه وهج ثورة

فلماذا كان هذا النص هو الاول ولم تعرفي على نفسك كأديبة وشاعرة قادمة؟.

– قدوتنا الإمام الحُسَيْن والأئمة والرسل اجمعهم. {لا ملجأ من الله إلا إليه}

فالإنسان ليس له سوى ربه فهو العليم والحكيم والبصير والرحيم

لذا احيانا ألجأ ايضا إلى نشر الآيات القرآنية والإصغاء للأدعية

من نصوص الشاعرة لودي شمس الدين
*****************************

يبتعد الموت عني كُلَّما اقتربت منك

أستلقي على حافةِ القمر وأقضُم شفتي السماء…
قميصٌ من السحاب الأرجواني يُهدئ إرتجاف صدري…
ورذاذٌ حليبي يتساقط على شعري الكستنائي…
رائحته برائحة أشجار السنديان الرطِبة…
حبيبي…
تهتَز كل خلِية في جسدي والفضاء الزرقاوي…
كُلَّما سمعت ألحان أنفاسكَ الدافئة…
تُخفِّف من تورُّم الجحيم في مُقلتيّ المُتعبة…
كُلَّما دلَّكتهما برمشيكَ الطويلة والكثيفة…
و تُحرِّك الهواء الفضِّي بخفَّةٍ حول سُرَّتي بقبلاتك البطيئة…
الفجر يشرب دموع الناي…
ثغر البحر يُغنِّي لك…
وأصابع الشجر تُدغدِغ أجنحة الطيور…
حبيبي…
يبتعد الموت عني كُلَّما اقتربت منك..
هناك غيمة بنفسجية عالِقة فوق بطنك…
سأعكسها على مرآتي ليبتلِعها الزجاج…
وهناك خيلٌ حِنطاوي فوق فخذيك…
يهوى الرقص على عُشبِ أردافي الناعمة…
فحينما أحببْتُكَ…
صليتُ لقدميكَ وعصرتُ أنفاسي فوقها بهدوءٍ…
لأُعظم وجود الكون في هذا العالم الرمادي..
حينَما أحببْتُكَ…
أولَدت فيي ألف طفلة…
وأنقذت داخلي مائة امرأة كانت ترغب بالإنتحار ..

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق