إِنَّهُ قلبيَ الوطنيّ
شعر / فهمي الصالح – العراق
مَشغولٌ بالموتِ في الحياةِ القَلقةِ
يتدرَّبُ على مضغِ روائِحهِ كنموذجِ اِستلاَبٍ لذائقة الفطرةِ
وكفرصةِ تواصُلٍ معَ الشَّكِّ أمامَ غموضِ ديمومةِ الخِصبِ
في الحيثيَّاتِ والقِراءاتِ والمدى.
لا يلتفِتُ إِلى شغَبٍ مُنتكَسٍ في مرايا عارِضةٍ تستدرِجُهُ
إلى فِخاخها بضراوةِ اِلْتِهامٍ مُطبَقٍ على الملاَمحِ
ولا ينشغِلُ بِسرِّ زَغبَةٍ تتشبَّثُ بها نُسغُ تُربتِها
لتغدو فسيلاً نابتاً في جسدِ العراء فلا يعرِفِ المُعانقةَ
في اِمتداداتٍ مُكلِفةٍ لِيبلُغَ السَّفحٍ الذي لا يراهُ في عقيرةِ
العينِ وصفاً مناسباً لِماهِيَّتهِ.
يشربُ نبيذَ عزاءاتهِ الحارَّ في الفلواتِ صامتاً مصدوماً بالوجودِ
لا يلتفِتُ إِلى صلاَةٍ كئيبةٍ تُبقِيهِ مُبعثراً في الاِرتجاجاتِ
تأْخُذُهُ الجِرارُ إِلى مَنابعِ الْجذواتِ في العناصرِ السَّالبةِ من الماءِ
فيقذِفُ في قعرِها المجرَّاتِ التي كانتْ عويلاً في المُقابساتِ
إِنَّهُ قلبيَ الذي يتورَّمُ في مَحافِرِ العشقِ بالجراثيمِ
إِنَّهُ قلبيَ الوطنيُّ الذي تكسَّرتْ على جبهتهِ تلكمُ النايَاتُ
…………………………………………………