فراشةٌ تعشقُ البحر
الحياةُ أرجوحةٌ من ضجيج،
حين تكلَّ الروحُ
يبللُ الشعرُ وجهَها ببسمةِ الندى
فترقصُ النجومُ على موسيقى ومضاتِهِ،
تحلبُ سكرَها الحروفُ
لتكونَ نصوصًا من رحيق
مررتُ بالبحرِ
لكنَّ ريحًا أوقعتْ بيني وبينه
لم يأتِ إليَّ، ولم أدنُ منه
لم أكُ نوتيًا حاذقا
فكم غرقتْ زوارقي الورقيةُ
في أدراجِ النسيان
كنتُ أتعثرُ في أمواجِه
على أرصفةِ مجلاتٍ أو بين شفاهٍ تغني
شِبْتُ، وصار البحرُ مدى
مررتُ به
لم أعرف أحدًا من عشاقِه
وضعوني بين حاصرتين
طافتْ بي أجواءُ الفتنةِ الأولى
وهجرتُ البحر
لما كان للبحرِ رائحةُ حزنٍ، وأيائكُ عاشقين
وأنا عاشقٌ حزين
جئتُه ذاتَ مساءٍ متكئًا ظلِّي
كفاصلةٍ خارج النص
وأنا المعجونُ بالحزنِ
فاللواتي أودعتُهن بساتينَ بوحي أنكرنَني
ولأن كفِّي عاشقةٌ
تتجولُ في مدائنِ الرؤى
لما جئتُه
رشفتُ من ينابيعِهِ
وها أنا أطوفُ مع زوارقِهِ،
لأكتبَكِ من جديد.