الثقافةشعر فصحى

سامي المسلماني

تونس

عنكبوت

غرفتي ضيّقة
لكنّ نقطة رماديّة
على جدارها الابيض
بدت كأنّها
صخرة ناتئة
في جبل عظيم يغطّيه الثلج،
تلك النقطة الرماديّة التي لا تكاد تُرَى
لها رأس وعينان ونابان
وارجل كثيرة،
تتنقّل بحريّة على جدران غرفتي
واتظاهر بأنّي جبل بارد يسكنه الثلج.
أقرأ كتابا ممتعا
والنقطة الرماديّة
الصغيرة تصطاد نقاطا سوداء
أصغر،
اقتنص الافكار المجنّحة على صفحات الكتاب
والنقطة الرماديّة تقفز فوق البياض
وكأنها تسبح في بحر،
أشعل سيجارة واهيم مع دخانها في سديم
من الصور
في حين كانت النقطة الرمادية
ثابتة في زاوية علويّة تفكّر في امر ما…
لم اطرد النقطة الرمادية
كي لا يقال اني اكره الضيوف
لكني تعمّدت اكثر من مرة ترك النافذة مفتوحة على الشمس وعلى القمر ايضا
حتّى تغادر النقطة الرمادية البياض وتعود الى بيئتها الخضراء…
آخر مرّة رأيتها فيها
كانت معلّقة في زاوية علويّة
بخيوط من الحرير وحولها تحلّقت نقاط سوداء مجهريّة
ومتحرّكة….

الان،انا بعيد جدا عن الغرفة الضّيقة،
ليس لي كتاب ممتع،
بأعماقي جبل ثلجيّ ثقيل،
يسكنني البرد،
اقتنص الفراغ،
لا اهيم مع الاسطر السوداء
وانا مستلق على ظهري
مثل عنكبوت
مقطوع
الارجل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق