العنوان:سجناء العالم
أريد أن أقود شاحنة كبيرة
مفتوحة ،وبلا لوحة رقمية،
أسلك بها طرقا محاذية للنهر
فلا أرى صورتي عليه
ولا ظل نرسيس الخائف من حمامة نائمة على الشجرة،
أوأسلك طرقا محاذية للبحر
لا أعرف فيها أحدا ولا ألوّح بسلام
لغير الحوت البعيد
يظهر نقاطا متحركة،تُحرّك كفّي.
لا أريد أن يكون لي آسم أنثى
سأغير آسمي
أو أرميه في بئر على الطريق
أو أشدّه بأسمال ليتطاير كالأوراق الصفراء.
سأعلّق على عنقي قلادة أخرى
بأحرف لايتقن قراءتها الناس ،تتهجاها الطيور
ويعرفها الغيب المغروس في قلوب جنّيات الحب.
شاحنتي بلا ضوء
لا أحتاجه
ولا أحب إزعاج الظلام.
سأحرس قلبي وحدي
بحذاء خشن
سألبس بدلة ميكانيكيّ لأصلح عطب الوقت
وشقّ الطول في آنية الدقيق.
ماذا أضع في صندوق شاحنتي المفتوح ؟
كتبا؟
أيّاما مطبوعة على قماش؟
أفعال أمر في دِلاء
أم مفاتيح تتأرجح كخفافيش؟
صورة شاعر مات وتركني؟
أم شاعر يحيا ليقتلع لي فاكهة عالية؟
أم أضع حبال تسلّق أصنع منها جسورا أعلّقها وأعبر؟
هذه الأرض تكبر
وأنا أجتاز الطريق بسلاسة
إلى مسارب لايسار فيها ولايمين
أقود بيد وأحمل طبقا في يد أخرى.
لا أملك حقيقة أمسي
ولا صياغة غدي.
سأعلّب الوقت الضائع
وأضعه في خلفيّة الشاحنة
سأسرع نحو مرتبتي خاوية كمن يصنع قهوة
ويشتري صحيفة متلفة
يَقلِبُ الصباح ليلا
بحركة كفّ، ويبدأ المشي إلى منزلة غير متوقّعة،كلؤلؤ في قوقعة
كسجين على جناح بجعة
كآمرأة تستيقظ مذعورة من تأخر المنبّة،
لاتلبس
تركض عارية ،لتوقف شاحنة تُقِلُّها.
أوقف شاحنتي ..
تركب المرأة المذعورة إلى جانبي
نقطع نصف الأرض بأغنية
لاتكلمني
لا أكلّمها
أقود الشاحنة بيد وفي يد أحمل طبقا
تقود العالم بعين
وفي عين أخرى سجناء العالم.
سونيا الفرجاني
تونس