الثقافةشعر فصحى

عبد الغفار العوضي

مصر

خريف المسيح

المسيح يخرج من الجدران
غبارا عميقا من الحقيقة التى دفنت
داخل أيقونة متآكلة الأطراف ..

لم يكن يمشى على الماء
الذى غرق داخل تأويله اللانهائى
لأنه كان ظمآنا ليصل إلى جذور الشبع المستحيل بداخله.

كان مرنا فى الديالكتيك التاريخى
لأنه كان يمتلك أكثر من جسد،وأكثر من روح
مما يجعله قابلا للقتل بشكل دورى،وبطرق عشوائية،
كلما استعصى تناقضه على خلق بديل للفوضى .

ننظر داخل عينيه
نرى السماء مقلوبة داخل بكائها الجارف..
مثل سفينة تغرق بشهوة إلى تضادها العارى فى فى القاع ..

يضع الملح على جروح الفقراء
ويمضى حزينا لأنه لا يمتلك سوى مرارة الجنة المؤجلة ..

نراه نائما عاريا فوق الأرصفة،
إنجيله لا يكفى لتغطية جسده النحيل من برد الإغتراب،
حاضرا داخل الأغنيات التى تحكى عن الهزيمة،
منكسرا على مقاعد القطارات الموغلة حتى سرطان العظام،
واقفا على صليبه المجازى.

وحيدا داخل حقل الحرب
مثل خيال مآتة
لا يحرس أحدا سوى ظله !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

إغلاق