الكلب الأسود ___________ الريح من فم جحيم قطبي تهب عاصفة، وأنت مازلت تمشي تحت هذا المطر بألم يعتصر قلبك ثم لا يتلاشى قليلا. يفور الغضب بركانا، والكذب لا ينتهي كدرب بين النجوم؛ فالفطريات الشرهة التي تنهش جثة الحب المتحلل تملأ الهواء برائحة الموت النتن. هذا الحب الذي نما في الكلمات بساقين ضعيفين نرفعه فزاعة في ليل الوحدة تقول امرأة: أنا وحيدة، وأحبك كثيرا. ربما، هذا سبب الخوف الغامض، فالحب لا يثبت أمام الهواجس، أمام الرغبة في ملئ الفراغ الليلي بالكلام الطويل عن الحب، الحب ضعيف أمام الكذب المعدني. فهل الحب أن تكمل عنك الكلام امرأة في الأثير الذي يلتهب قليلا، ويفتر طويلا؟ هل الحب الرغبة في الامتلاء حين نشعر بفراغ هائل؟ هل الحب الغريزة التي تنمو عشبا همجيا؟ ما الحب إذن أيها الرجل! لا يكتمل الحب إلا في التصور عن النهايات المفترضة: كالخيانة، الفراق العبثي، فتور الإرادة، البطء في عصر السرعة، المقارنات، التوازنات… ما زلت تتألم كوعل فوق قمة الجبل؛ الوعل الوحيد، الغريب عن القطيع طيب! لماذا هذا الألم الذي يقطع قلبك، وأحشاءك؟ لماذا هذه الكيمياء التي تحرق دمك وتصبه في شرايين دماغك بقوة هوجاء! لماذا هذا البكاء الصامت بلا دموع! وهذه الرجفة في يدك؛ ليست سوى ندم قديم صنعه ذكريات رخوة. أنا لا شيء؛ مجرد رجل يتألم في قسوة رجل لم يخرج من الكهف القديم وامرأة مشغولة بما تظنه حبا: الحب في عصر الرأسمالية الحب في الأخلاق البيوريتانية الحب في زمن العشوائي الحب البراجماتي الحب في زمن الجوع الحب في الأفكار المريضة الحب الأعرج الحب فيما بعد الحداثة الكاذبة الحب في الفنادق الرخيصة الحب في الأغاني الحب في الندم الطويل الحب في الشك المريض الحب في الطرقات السريعة الحب في الغرف المغلقة الحب نقيض التفهم الحب لأمهات حداثيات الحب في لوم الصديقات الحب في الفلانتاين داي الحب في الكلمات، والكلمات الحب في صداقة رجال افتراضية الحب في الكلام البذئ الحب القاتل كسمّ بطئ الحب الأسود كقطط الليل الحب الغريب كالأيتام الحب المخادع المخدوع الحب في زمن الحرب واللاحرب الحب في حب لا يعرف كنه الحب! رجل في زمن الحرب العبثية، والراسمالية المتوحشة، وسياسية الفوضى الخ…
