فتحي قمري

لحظات ثمينة
فتحي قمري/ تونس

لحظات كثيرة أنساها تعود
من حين لآخر لتؤذيني
كشفرة حادّة يغشاني لمعان شراهتها
فيضيق بي المكان
الأجراس في رأسي تعيد ترتيب صفوفها
وهذا الجسم يضجّ
بغبار معاركها الصغيرة.

تلك اللّحظات التي شربت كؤوسها تامّةً
ثمّ مضت الأعوام خفيفة بنكهة غامضة
يضجّ الرّأس المثقل بأنيابها
ويبعثر الهواء أنفاسي كلّما
ضغطت على صدري بإهمال
وتمدّدت كسحابة في الرّأس .

لحظات
كطعم أغنية قديمة بين كأس وكأس،
كزفرة حزن مزاجها تبغ وإغماضة جفن جريح،
أو ظلِّ يد نثرت أصابعها وهي تهمّ بالوداع.

لحظات كثيرة كقبضة الماء
تسيل سريعا ويجفّ مسارها
لكنّ بردها العنيف
يظلّ حريقا في اليد.

لحظات
قد تكون تفاصيل زمن مضى،
شجرا يؤبّن الغائبين،
مسلكا نائيا مشت إليه الحقول،
بريدا انتظرناه ولم يأت
ساعةً ذهبًا في معصمِ شاردةٍ،
أو مواعيدَ أخرى عابرة كهذا السّحاب
ولكنّها الآن جميعا تدقّ أجراسها في الرّأس